تأهل فريقين سعوديين للدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا يعد حصيلة جيدة جداً بالمقارنة مع دول تعتبر منافسة دائما على مراكز الأفضلية في آسيا مثل اليابان واستراليا والصين وأوزبكستان وهي الدول التي فقدت الفرصة في الفوز بكأس البطولة مع الخروج الجماعي لأنديتها وإيران التي لن تشارك سوى بممثل واحد، بينما تشهد الكرة الكورية أبهى فصولها على مستوى أنديتها بعد تأهل أربعة منها للدور ربع النهائي من البطولة ذاتها مما يعني أن الفرق السعودية ستخوض حرباً شرسة مع منافستها الأقوى الفرق الكورية للوصول إلى مبتغاها.
تلك الحصيلة في رأيي تعطي انطباعاً عن قوة المسابقات في مختلف دول آسيا كما أنها قد تعد مؤشراً لما ستقدمه لنا كأس أمم آسيا المقبلة للمنتخبات والتي ستستضيفها الشقيقة قطر.
وصول الفريق الشبابي لهذا الدور جاء بعد عراك عنيف خاضه في مجموعته الصعبة وهو ينزف جراح الغيابات وختمه بإزاحته لأحد أفضل الأندية الإيرانية من دور الستة عشر.
أما الهلال فقد كان من مصلحة الكرة الآسيوية أن يكون حاضراً في الأدوار النهائية؛ كما أنه من الظلم من وجهة نظري أن يخرج من البطولة فريق يمتلك هذا الكم من النجوم المحليين والأجانب وبذلك التنظيم الإداري والاستقرار الفني وأرى أن تأهل الهلال خدم دوري أبطال آسيا وزاد من قوته وتوهجه.
الفرق السعودية وهي من يهمنا بقي أمامها مشوار طويل للوصول لهدفها الرئيس المتمثل بكأس البطولة وعليها أن تعمل من الآن إذا ما أرادت تحقيق هدفها؛ فالشباب وبعد فقدانه لأحد أبرز لاعبيه الأجانب "فلافيو" بسبب الإصابة وانتهاء عقود اللاعبين الآخرين مساعد ندا وطارق التايب؛ ينتظر أن يفكر مسيروه ملياً في لاعبيهم الأجانب الجدد وأن يكون الهدف الرئيسي من جلبهم تغطية جوانب القصور في الفريق وخصوصاً بعد عودة أكثر من نجم شبابي محلي وتعافيهم من الإصابة ولذا وجب أن تكون الاختيارات الأجنبية أكثر دقة وفعالية.
أما الهلال وبعد تصريح رئيسه بعيد حسم التأهل وتأكيده على مسألة بقاء المدرب واللاعبين الأجانب ورسمه لخطة المنافسة للموسم المقبل فعليه أن يراجع حسابات هذا الموسم بدقة ويعمل على تلافي سلبياته والتي أرى أن من أهمها زيادة العبء التدريبي على اللاعبين وافتقاد الفريق للبدلاء المنافسين والجاهزين والقادرين على سد خانة اللاعب الأساسي بل والاستحواذ على مركزه، وهنا لا يفوتني أن أشير إلى أن تصريح الأمير عبدالرحمن بن مساعد وتأكيده على أن هدف الهلال في الموسم المقبل الفوز بالآسيوية وبكأس خادم الحرمين للأندية النخبة سيضعه أمام تحدّ صعب بل وصعب جداً ولكن ومتى ما عدنا قليلاً إلى الوراء وتذكرنا تصريحه في نهاية الموسم الماضي حينما أكد على أن هدف الهلال في هذا الموسم الفوز بالدوري والتأهل للآسيوية فربما يعطينا ذلك انطباعاً عن مدى الثقة التي دعته إلى إعلان ذلك إذ حقق الهلال في هذا الموسم أهدافه التي عمل عليها وزاد بأن فاز بكأس ولي العهد.