تعليق على ما كتبه د. أنور أبو العلا "المخططون وتنفيذ الخطة" الرياض الاقتصادي 10 ابريل 2010م، حيث قال "فإن مدحي لكتابات الدكتور - تفرضه المجاملة" كيف وأنت تتحدث عن التخطيط؟. إن العجز في عدد المخططين والميزانية في وزارة الاقتصاد والتخطيط في تلك الفترة قد يكون، لكنك لا تعتقد ذلك، فكيف عرفت؟ بينما "كشف مصدر في وزارة الاقتصاد والتخطيط وجود عجز في عدد الموظفين لديهم والذين لا يتجاوز عددهم حسب قولهم 250 موظفاً"جريدة عكاظ 7-10-2006. كما أكد صحة هذه المعلومات مدير في الوزارة من خلال مكالمة هاتفية حيث قال: "أنت محق في طرحك فلا يوجد لدينا عدد كاف من الموظفين الأكفاء والمتخصصين حتى نتمكن من أداء عملنا". أفرض إنها معلومة صحيحة، فأنت لا تعتقد إن يكون لها أي تأثير على مسار إعداد الخطط الخمسية وعمل التنبؤات الضرورية وإعداد تقارير المتابعة والتقييم من اجل تحقيق الأهداف. اعتقد انك جانبت الصواب لأن نقص المخططين له تأثير كبير على وضع الخطط وعليك التفريق بين المخططين وموظفين الإحصاءات الذين يتم تدريبهم فقط لجمع الإحصاءات العامة في لحظة معينة.
كما انك تقول "جاء بكحّلها فعماها" وهذا غير صحيح لأن الوزارة تستشير الخبراء من الداخل والخارج ولا عيب فيه، حيث قال معالي وزير الاقتصاد والتخطيط د. خالد القصيبي في 20 نوفمبر 2006م "إن التخطيط في المملكة مر في إحدى مراحله الأولى بإسهام خبراء متخصصين من جامعة ستانفورد الأمريكية.." إلى إن قال: "ومن جانب آخر كثفت وزارة الاقتصاد والتخطيط عبر الخطط المتعاقبة استعانتها بخبراء وطنيين من جامعات المملكة للإسهام..". هذا هو المقصود بالاستعانة بالمستشارين عند الحاجة لهم. رغم ذلك فقد ذكرت "إن التقرير.. وكان مصدره وزارة الاقتصاد والتخطيط يضع النقاط على الحروف ويحكي قصة طويلة تجاوز عمرها 36 عاماً ولم تنته كتابة سطورها". لكن الخطط لم تخل من بعض الأخطاء كما قلت "بأن تخطيطنا فيه عجز وأخطاء كثيرة رغم ما تم إنجازه في عدة مجالات، لأن التخطيط السليم هو الذي ينبثق من خطة رئيسية Master Plan تحدد المشاكل التاريخية، وتضع الاختيارات التي تشمل المتغيرات الجديدة والمتوقعة على أسس علمية مصدرها المعلومات الدقيقة.. "هل تعلم أن أول خطة خمسية ذات إستراتيجية بعيدة المدى هي الخطة الثامنة الحالية ذات الأهداف العريضة التي تعكس أهم القضايا القائمة بعد أن تجاهلت الخطط الخمسية السابقة هذه الإستراتيجية. وهذا ما جعلني أقول إنها خطط خاطئة في تحديد نتائج أهدافها في غياب الإحصائيات الدقيقة الأساسية والمتوقعة طبقا للأساليب العلمية المتبعة في إعداد خطوات الخطة المستقبلية" الاقتصادية، 9-11- 2006.
وقد كان رد معالي الوزير في 20 نوفمبر 2006م "كما لوحظ أن هذه الكتابات في أحيان عدة لا تعكس واقع الأمور وينقصها رغم اهتمام أصحابها الإلمام الكافي والدقيق والشامل بالجوانب المختلفة للعملية التخطيطية في المملكة وتفاصيلها، والمراحل التي تمر بها".. ويستطرد "وتتمتع هذه النماذج الاقتصادية بكفاءة عالية بشهادة الخبراء العالميين الذين اطلعوا على نتائجها". لكن الذي يهمنا الانجازات ووضع حلول للقضايا المعاصرة التي مازالت تؤرقنا والتي اتسع نطاقها مع الزيادة السكانية المطردة من بطالة، ازدحام المدن، التنمية غير المتوازنة بين الأقاليم وغيرها. إنها شواهد تحدد مدى قوة تلك الخطط من ضعفها ومدى دقة المعلومات والتنبؤات المستقبلية لتلك الخطط.
وأخيراً ذكرت في مقالتك خطة التنمية التاسعة، 1 مايو2010م الرياض الاقتصادي، إنها أسقطت ذكر هدفين هما تخفيف الاعتماد على النفط وتوفير فرص العمل وهذا غير صحيح، حيث إن الخطة تميزت بشموليتها ووضوح أهدافها التي ركزت على التوظيف "التنمية البشرية وتوسيع الخيارات المتاحة للمواطنين في اكتساب المعارف والمهارات والخبرات وتمكينهم من الانتفاع بهذه القدرات المكتسبة وتوفير مستوى لائق من الخدمات الصحية، رفع مستويات المعيشة وتحسين نوعية الحياة لجميع المواطنين"، واهتمت أيضا بتنويع مصادر الدخل "تنويع القاعدة الاقتصادية أفقياً ورأسياً وتوسيع الطاقات الاستيعابية والإنتاجية للاقتصاد الوطني وتعزيز قدراته التنافسية وتعظيم العائد من ميزاته النسبية، التوجه نحو الاقتصاد المبني على المعرفة وتعزيز مقومات مجتمع المعلومات".
*عضو جمعية اقتصاديات الطاقة الدولية
* عضو الجمعية المالية الأمريكية
