لم يخل أي موسم من مواسم برنامج (شاعر المليون) الأربعة الماضية من وجود شعراء يُحدِث حضورهم صخباً وفرقعة إعلامية مُدوِّية، سواء أكان ذلك الصخب عفوياً أو جاء مُفتعلاً من قِبل القائمين على تنظيم البرنامج (وهو الأمر الذي يشعر به المُتابع أحياناً)، إلا أن أياً من أولئك الشعراء لم يُحقق حلمه بالفوز، ولم يؤهلهم صخبهم - ولا الهالة الإعلامية التي حاولوا خلقها لأنفسهم - للظفر بلقب وجائزة مُغرية يتنافس عليها آلاف الشعراء في كل عام، وخرجوا جميعاً من المولد بلا حمص كما يقول المثل المعروف ..!
أما من كان حضورهم هادئاً ومُتزناً ومُركزاً على تقديم الإبداع الشعري بعيداً عن البهرجة وفرد العضلات ومحاولة لفت الأنظار بأساليب يُمكن أن نصِفها بأنها لا شعرية (كاستجداء تصويت جماهير الأندية الرياضية أو الاستظراف واصطناع خفة الدم أو الاعتماد على الغناء وتحسين الصوت) فكان النصر حليفهم، إذ كان الوقار على المستويين الشخصي والشعري هو أبرز ما جمع بين شعراء بيرق المليون: محمد بن فطيس وخليل الشبرمي وزياد بن نحيت وناصر ثويني العجمي الذين حازوا على لقب (شاعر المليون) للمواسم الأربعة على التوالي.
وأعتقد أن حدوث مثل هذا الأمر مؤشر جيد يمكن أن يُساهم في إقناع بعض الشعراء بالابتعاد عن أسلوب الاستعراض والاستهبال الذي ينتهجونه رغبة في كسب تعاطف الجمهور وأعضاء لجنة التحكيم، وقد يكون كذلك عاملاً مهماً للارتقاء بمستوى البرنامج واختفاء هذه النوعية من الشعراء في قادم الأعوام.
أخيراً يقول المبدع عامر عمار:
لو الفراق أقصاه عامٍ وعامين
يصبر عليه الرجل لو ما يطيقه
مير الأمل فاللي بغيناه تدرين
شح برجانا فيه وأطفا بريقه
عجز القدر يجمع على كفه اثنين
ما هي قصيدة شعر، هذي حقيقه