جاء فوز الاتحاد ليؤكد حقيقة أن هذا الفريق يعد أحد كيانات الرياضة السعودية التي لا تغيب عن سمائها شمس البطولات، وأنه عندما يفوز هذا "العميد" فإن هذا يعد إنجازا لفريق كبير... فريق بطل... فريق تمرس الصعود إلى منصات التتويج وعشق بريقها... فريق يأبى الانكسار أو التراجع... فريق أثبت للجميع أنه وجد ليفوز، وعاش ليعانق المجد.
وجاء الفوز الاتحادي المستحق أيضاً انصافاً لإدارة النوايا الطيبة، وتتويجاً لعمل جبار ونهج جديد في عمل إدارات أنديتنا، فإدارة طبيب القلوب الدكتور خالد المرزوقي نجحت وبامتياز، على رغم أنها واجهت الكثير من المعوقات العفوية أو تلك الاصطناعية التي وجدت بأيدي ذوي القربى، لم تسلم هذه الإدارة النموذجية من النيران الصديقة، لكنها وقفت للكارهين للنجاح بهذا الفوز بوجود رئيس مثالي وفريق عمل ناجح وكتيبة لاعبين لا ترضى بإنهاء الموسم من دون أن يكون لها حضور يوازي السمعة التي يحظى بها "عميد" الأندية السعودية.
أن يعلن الدكتور المرزوقي استقالته بعد التتويج مباشرة، فهذا نوع آخر من مثالية هذا الرجل، بل يتعدى ذلك إلى تسميته بكبت مشاعر النفس وهي في حالة فرح لأنها تعيش أعلى درجات النجاح، ما يدعو إلى الغرابة أن بعض الاتحاديين هم من هللوا لهذه الاستقالة بل ورحبوا بها.
فاز الاتحاد في النهائي لأنه كان الأفضل، ولأن نجومه كانوا في قمة حضورهم وتركيزهم البدني والنفسي، وعندما يفوز "العميد" فهو جدير بهذا الفوز، وتأتي عظمة الفوز عندما يكون المنافس من فئة الخمس نجوم، فالكبار يختارون أوقات فوزهم ويتحينون الفرص للانقضاض على البطولات.
عندما نطالب باستمرار المرزوقي فإن نطالب ببقاء نهج جديد أسسه وبدأ يخط أحرفه الأولى رؤساء من طينة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وخالد المرزوقي وخالد البلطان، ونتمنى أن يسير في الركب الآخرون. أو على الأقل أن يضعوا العصي في الدواليب وأن يتركوا سفينة النجاح تمخر عباب المثالية، مقدمة لنا صورة نتمناها لدى الجميع كما هي لدى المرزوقي ومن يسير في نهجه.
وتجيء احتفاليتنا في الاتحاد لأن الاتحاد ركيزة من ركائز الرياضة السعودية، ولأنه أحد كبار القارة الآسيوية، ولأنه نهج تسير عليه صحيفة "الرياض" الصحيفة الكبيرة، إيماناً منها بدعم ومساندة كل الفرق السعودية والاحتفاء بها داخلياً أو خارجياً.