ببساطة ذهب الفوز الى من يستحقه، هذا هو العنوان العريض للمباراة النهائية على كأس خادم الحرمين الشريفين التي جرت بين عميد المجد الاتحادي وزعيم القرن الهلالي، والتي انتهت بضربات الترجيح بعد كر وفر استمر طويلا كان فيه للاتحاد الغلبة دون نتيجة رغم ضربة الجزاء التي اضاعها نجم المباراة محد نور الذي عاد وسجل ضربة الترجيح الاتحادي الاخيرة، لكن المباراة حملت ايضا مضامين اخرى غير تلك التي جرت على أرض الملعب.
الفوز قبل ان ُيهدى للجماهير الاتحادية العريضة فهو اولا واخيرا يهدى للادارة الاتحادية التي اعاد لها الدكتور خالد المرزوقي وقارها وسمعتها الطيبة التي عُرفت بها على مدى تداول رؤساء العميد مقاليدها منذ تأسيس النادي عام 1928، ما عدا فترات قليلة لا تذكر انتهت الى غير رجعة خرج فيها خط ادارة العميد عن توازنه المعروف عندما حاول من جاء من خارج الوسط الرياضي اختطاف النادي والدخول في إشكالات مع الجميع واثارة الفتنة والغوغائية في الوسط الرياضي، غير ان الاصالة الاتحادية طردته شر طردة.
والمكسب هو ايضا كبير عندما جاء ختام موسم كرة القدم بعيدا عن (الطهبلة) والضجيج وهو امر متوقع عندما يلعب فريقان كبيران اصيلان تاريخهما معروف مثل الاتحاد والهلال، وهنا لا تسأل فالفانلات اختلطت تبادلا بعد نهاية المباراة بين اللاعبين بحيث كدنا لا نعرف اللاعب الاتحادي من الهلالي، والتصريحات الاعلامية جاءت قمة في الروعة من كلا الطرفين ملئة بالاحترام والرقي ومدركة لمعنى التنافس الرياضي الذي يوجد به دائما فائز وخاسر.
مبروك لعميد المجد الاتحاد نادي الناس، و(هاردلك) للهلال زعيم القرن، ولا عزاء لمن يحلمون.
مثلث النجاح
مع نهاية الموسم سجل كل من الهلال والاتحاد والشباب اسماءهم كاضلاع لمثلث الاندية الكبيرة على صعيد كرة القدم السعودية، ورصيدهم من البطولات على التوالي هو (50)، (32)، (21) هذا دون احتساب بطولاتهم غير الرسمية وبطولات المناطق وبطولات الدورات الرمضانية التنشيطية وبطولات الشواطئ.
والسمة الغالبة على تلك الاندية الثلاثة هو تفوق النمط الإداري حيث هناك احترام للخصم وتوازن في التعامل معه، ولعل هذا سر الفوز بالألقاب الذي ُيفترض التعلم منه والدخول في مدرسته لمن اراد ان ينجح ويفوز بالبطولات، واستمرار العديد من الفرق على نمطها المعتاد منذ مواسم طويلة هو تكرار للفشل وإعادة للنكسات، ولعل مثلث الاندية الكبيرة على صعيد كرة القدم السعودية أثبت ايضا عبر تناوله الاعلامي للأحداث التي مر بها خلال الموسم ان الفوز بالبطولات وتحقيق الانتصارات يكون على أرض الملعب لا على عبر البيانات الاعلامية المتكررة او الاتصالات الفضائية المرتبة، وربما ان اكبر درس تركه في الساحة هؤلاء الكبار الثلاثة أن الانشغال بالغير هو عبارة عن سراب يلاحقه من يتصوره وهو يبتعد دون الوصول الى نتيجة، اذ إن النتيجة دائما هي الفشل المتكرر فقط فقط فقط.